بإيمان راسخ بقدرات الشباب وطاقاتهم وبرؤية واضحة لوزارة الشباب والرياضة بأنّ العمل التطوعي هو أداة لتمكين الشباب وتحويل التحديات إلى فرص وبناء مجتمعات أكثر قوة وتماسكاً، انطلقت مغامرة تنشيطية، بالتنسيق بين دار الشباب بالمسعدين والمبادرة التنشيطية Volont'ACT وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بسوسة.

وفي أولى مراحل المبادرة، قامت مجموعة من الإطارات بدار الشباب بالمسعدين وشباب من روّاد دار الشباب الذين آمنوا بالعمل التطوعي وبأن التغيير يبدأ بخطوة، بإطلاق ورشة عمل لرسكلة الخشب، حيث تحوّلت المواد البسيطة إلى أفكار نابضة بالإبداع.

وتتبنى وزارة الشباب والرياضة رؤية طموحة لتعزيز العمل التطوعي ودعم الشباب المتطوع، انطلاقًا من إيمانها بدورهم الفاعل في بناء المجتمع. ومن أبرز مبادراتها:

  1. بطاقة المتطوع: حيث تعمل الوزارة بالتعاون مع وزارة تكنولوجيا الاتصال على مشروع "بطاقة المتطوع" التي توفر امتيازات للشباب المنخرطين في الأعمال التطوعية، مثل تسهيل فرص التشغيل وتوثيق خبراتهم التطوعية رقميًا كدليل على مهاراتهم القيادية.
  2. الشراكات والبرامج: تعمل الوزارة على تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني والهيئات العمومية لتنفيذ برامج تطوعية متنوعة، مثل المعسكرات الإقليمية للقيادة والتطوع، والتي تهدف إلى نشر ثقافة المواطنة والعمل الجماعي. كما تدعم مبادرات مثل Volont'ACT التي تركز على إعادة الرسكلة والإبداع الشبابي.
  3. التكوين والتأهيل: توفر الوزارة ورشات تدريبية لتنمية مهارات المتطوعين في مجالات مثل البيئة والصحة والثقافة، بالتعاون مع جمعيات محلية ومنظمات دولية.
  4. الدعم القانوني والمؤسساتي: تسعى الوزارة إلى تطوير إطار قانوني يحفظ حقوق المتطوعين ويشجعهم على الانخراط في الأعمال التطوعية، مع التركيز على ربط التطوع بفرص التشغيل عبر شراكات مع وزارة التشغيل.

يشار إلى أنّ مبادرة Volont'ACT، التي انطلقت من دار الشباب المسعدين، نموذج حي لنجاح رؤية الوزارة في تعزيز العمل التطوعي. وتقوم مبادرة Volont'ACT على:

تحويل المواد البسيطة إلى أفكار إبداعية كما في ورشة رسكلة الخشب

إشراك الشباب في حل المشكلات المجتمعية عبر أدوات مبتكرة

بناء جيل من القادة الشباب المؤمنين بقوة التغيير المجتمعي

وتعتمد المبادرة على منهجية تفاعلية تقوم على:

  1. التدريب العملي: مثل ورش العمل الحرفية التي تنمي المهارات اليدوية والإبداعية
  2. التعلم بالممارسة: حيث يكتسب المتطوعون الخبرة عبر المشاريع الميدانية
  3. القيادة الشبابية: تمكين الشباب من قيادة المبادرات بأنفسهم
  4. الاستدامة: تحويل النفايات إلى منتجات مفيدة كما في ورش الرسكلة

وتمثل هذه الجهود رؤية متكاملة لتمكين الشباب التونسي، حيث يصبح التطوع ليس فقط وسيلة للمساهمة المجتمعية، بل أيضًا طريقًا للتطوير الشخصي والمهني وأسلوب حياة.